من ‘الكبسات’ إلى ‘المداهمات’: توقيف صرافين في صيدا.. وإرباك في السوق السوداء
«كبسات» القوى الأمنية لمطاردة الصرّافين غير الشرعيين في عدد من نقاط تواجدهم اليومي في صيدا ومنطقتها، توسّعت إلى حملة مداهمات مفاجئة لعدد من المضاربين، وفي بعض المناطق اللبنانية لتسفر في نهاية المطاف عن توقيف عدد منهم. اللافت أنّ السوق السوداء لم تهدأ واستمرّت في المضاربات بطريقة أكثر تلاعباً، صعوداً ونزولاً لتحدث المزيد من الإرباك رغم كلّ الإجراءات القضائية والأمنية التي اتّخذت في إطار مكافحة المضاربة على العملة الوطنية، في محاولة للحدّ من الارتفاع الجنوني في سعر صرف الدولار في السوق السوداء.
وأسفرت الحملة في صيدا عن توقيف عشرة صرّافين بين غير شرعيين ومضاربين، بعدما داهمت قوة كبيرة من شعبة المعلومات برئاسة المقدّم فؤاد رمضان ليلاً أماكن تواجد عدد منهم وأوقفت 4 منهم وضبطت مبلغاً مالياً مع أحدهم، بعد توقيف سبعة جوّالين في شارع رياض الصلح الرئيسي – شارع المصارف والصرافين.
وأوضحت مصادر أمنية لـ»نداء الوطن» أنّ الحملة جاءت إنفاذاً للكتاب الذي أصدرته النيابة العامة التمييزية إلى القوى الأمنية والعسكرية لملاحقة الصرّافين غير الشرعيين في إطار مكافحة المضاربة على العملة الوطنية، بينما جاءت التوقيفات بعد ظهور أسمائهم على مجموعات «الواتساب» المخصّصة للمضاربة على الدولار، وقد امتدّت حتى الفجر بسبب عمليات البحث والتفتيش عن محلاتهم أو أماكن سكنهم.
واللافت أيضاً أنّ حملة التوقيفات لم تقتصر على مدينة صيدا، بل امتدّت إلى منطقتها حيث تمّ توقيف عدد من الصرّافين غير الشرعيين في منطقة الزهراني ومنهم شخص في الصرفند، وأحد الأشخاص وهو من صيدا على طريق طرابلس، ليرتفع عدد الموقوفين في المدينة إلى 4، علماً أنّ البحث يجري عن آخرين ظهرت أسماؤهم أخيراً على مجموعات «الواتساب» المخصّصة للدولار.
ووصفت أوساط صيداوية لـ»نداء الوطن» الخطوة بأنّها «شجاعة رغم أنّها تأخّرت كثيراً، وتحمل في طيّاتها مؤشّراً على رفع الغطاء السياسي عن المضاربين. ولوحظ أنّ تطبيق المنصّة الخاصة بالسوق السوداء توقّفت عن العمل لبعض الوقت، فيما سرّبت تسجيلات صوتية لعدد منهم أنّهم توقّفوا عن العمل أو في استراحة إلى حين.
ونشرت تقارير اعلامية أسماء لعدد من كبار المضاربين في السوق السوداء في مختلف المناطق اللبنانية، ما أحدث ضجّة كبرى في الأوساط السياسية والشعبية بعد عدم توقيفهم مباشرة رغم الكتاب الذي صدر عن النيابة العامة التمييزية إلى القوى الأمنية والعسكرية بملاحقتهم. ومع هذه التوقيفات التي تعتبر الأولى من نوعها، اختفت ظاهرة الصرّافين غير الشرعيين على جانبي الرصيف في شارع رياض الصلح الرئيسي، بعدما كانوا يتواجدون بالعشرات، وقد امتهنوا هذا العمل الذي ازدهر مع تفاقم الأزمة الاقتصادية والمعيشية، حيث كانوا يقفون طوال ساعات النهار وفي أول الليل، ملوّحين بحُزَم العملة اللبنانية من فئة المئة ألف أو الخمسين ويديرون عمليات البيع والشراء.
وقد شكا المواطنون في الآونة الاخيرة من التلاعب المزاجي والفرق الكبير في سعر صرف الدولار بشكل عشوائي ومن دون أي مؤشّرات اقتصادية أو تجارية على ارتفاعه أو انخفاضه، ما جعلهم يعتقدون أنّها لعبة سياسية أو مضاربة بين المتنافسين بينما هم يدفعون ثمنها في لقمة عيشهم الكريم.
محمد دهشة – نداء الوطن