هكذا سقطت الدبابات الاسرائيلية في كمين للجيش العربي السوري في لبنان … تفاصيل مثيرة
جرت تلك المعركة بالقرب من الحدود اللبنانية السورية بعد 4 أيام من بدء الاجتياح الإسرائيلي للبنان الذي تقدم بقوة نيران هائلة في الجو البر والبحر.
مع مساء 10 حزيران، اجتازت الكتيبة 362 التابعة للجيش الإسرائيلي، التي كانت تسير في طليعة لواء الدبابات، منطقة جب جنين، وتحركت باتجاه قرية السلطان يعقوب.
ميزان القوى البرية في تلك المنطقة كان لصالح الإسرائيليين بطريقة ساحقة، وكانت قواتهم المتقدمة معززة بحوالى 650 دبابة و200 مدفع، في حين أن القوات السورية كان لديها نحو 400 دبابة و150 قطعة مدفعية ونفس العدد تقريباً من عربات “بي إر دي أم – 2” المزودة بالصواريخ المضادة للدبابات.
في ذلك الوقت، كانت القوات السورية تتمترس في مواقع دفاعية حصينة، وبذلك حددت مسبقاً ظروف المعركة المقبلة.
في وقت متأخر من تلك الليلة (10 حزيران)، اندفع قسم من الكتيبة الإسرائيلية 362 نحو قرية السلطان يعقوب وتمكن من تجاوز قوات المشاة السورية، إلا أن القوات المهاجمة تم صدها ومحاصرتها.
حينها، اشتبكت الفرقة المدرعة الإسرائيلية مع اللواءين السوريين المدرعين 76 و91، وانتقل القتال شمالا عند وادي البقاع في اتجاه منطقة جب جنين.
ساندت المروحيات السورية من طراز “غازيل” القوات السورية المدرعة في صد القوات الإسرائيلية المهاجمة واستهدفت أرتال الآليات الإسرائيلية على طول الطريق، واستعمل الجيش الإسرائيلي في المعركة مروحيات كوبرا ضد القوات البرية السورية والمروحيات المساندة لها.
حين اقتربت الدبابات الإسرائيلية من المنازل في ضواحي قرية السلطان يعقوب، تعرضت لكمين وأطلقت النيران عليها وخاصة من صواريخ “بيبي” المضادة للدبابات من المباني على طول الطريق.
قائد الكتيبة الإسرائيلية أصدر أمراً بالتقدم واختراق قرية السلطان يعقوب، إلا أن قسماً فقط من الآليات العسكرية الإسرائيلية نفذ الأمر، ووصلت الدبابات وناقلات الجند المدرعة إلى واد ضيق في الجانب الآخر للقرية، وهناك قرر القائد الانتظار ليلا، حيث تعرضت قواته لهجمات شنتها قوات الكومندوز السورية.
في ساعات الفجر الأولى، تراجع الإسرائيليون وتوجهوا جنوباً بدعم من 11 فرقة مدفعية أطلقت وابلاً من نيرانها على السوريين وأقامت سداً من النيران حول القوات الإسرائيلية.
خلال تلك المعركة التي استمر 6 ساعات، فقد الجيش الإسرائيلي 10 دبابات وحوالى 30 قتيلاً، كما فشل الإسرائيليون في تدمير دباباتهم المعطوبة من طراز “إم 48 باتون” التي تركوها وراءهم، وفي اليوم التالي سقطت غنيمة في أيدي السوريين.
ألقت إسرائيل بالوم على استخباراتها في “الفشل” في تلك المعركة التي أُسِر فيها 5 من جنودها وهم زكاري بوميل ويهودا كاتس وتسفي فيلدمان وأرييل ليبرمان وهيزي شاي.
وأفيد في ذلك الوقت بأن 3 من الجنود الأسرى نقلوا حينها إلى دمشق مع دبابة كان تم الاستيلاء عليها.
وحول مصير هؤلاء الأسرى، فقد تم استعادة أرييل ليبرمان في تبادل للأسرى عام 1984، فيما ذُكِر أن بقايا زكاري بوميل، عثر عليها خلال “عملية سرية جرت في العام 2019”. وإلى الآن، فلا يزال مصير تسفي فيلدمان ويهودا كاتس مجهولا.
سوريا بطبيعة الحال أضافت معركة السلطان يعقوب إلى سجل انتصاراتها العسكرية وخلدتها في لوحة كبيرة في قبر الجندي المجهول بدمشق، فيما وُضعت إحدى الدبابات الإسرائيلية التي تم الاستيلاء عليها في متحف “بانوراما حرب تشرين” في دمشق.